الحلزون

أعرف أنني هناك في الداخل. مكبل داخل كومة من تراب. أستمع إلى الأحاديث التي تدور في خلدي. أنا لست الذي يتحدث ها هناك.. أنا استمع إلى تلك الأحاديث فقط.. أعرف أنها صادرة عني... لكني أعرف أنها ليست مني... أعي تلك الأحاديث.. وأعي نفسي... وأعي أنني أعي ذلك... عندما أنظر في المرآة، أرى وجها... أعرف أنني خلف العينين أحملق في تراب أنا أوجد فيه... أو ربما هو الذي يوجد في.. لست أدري من يوجد داخل من؟ فحسب، أعرف أني أسمع وأرى... أرى كثيرا من الأشياء عدا نفسي... وأسمع أصواتي وأصواتا تأتيني من الخارج... لكني لا أعلم من أنا... أدري فحسب، أني لما أتيت إلى الأرض، الناس أطلقوا اسما على درعي. لم يلمحوا الحلزون فألصقوا الاسم بالقوقعة.
أخرج أيها الحلزون من درعك... لتعلن عن وجودك... وليعلم الكل... أنك الكل في الكل... والعطر في الفل... كفى ما سال في سبيلك من دم عبر العصور... بين من أيدوك بعقلهم، وبين من عارضوك... أطلق مستشعراتك وتحسس بها، وتجسس بها على كل الكائنات... تمدد في الزمان وفي المكان ورَ... وأيقظ إخوانك من الحلزون... فلربما أطلوا من صدفاتهم... ليتحروا عن أصلهم، ويحققوا في سرهم...
قل لي أيها الحلزون العالق في الصدفة. من أين تأتي الحلازين إلى أرضنا... وإلى أين تمضي بعد الرحيل... من أودعك في جوف الدرع؟ من أبدع الدرع الذي يحجبك؟ إسأل رفاقك في الطريق... عن الطريق إلى أين يمضي. أصرخ في وجوههم أن يقلعوا... أن يسرعوا... أن يصعدوا قمم الجبال إلى المشارف، وأجذاع الأشجار إلى المعارف... ليتعاظم ألق الوميض، وتستنير حياتكم... ومن يدري، فلربما أدرك الحلزون يوما، أنه ليس القوقعة.
التعليقات
إبقَ على اطلاع