HAMASAT

HAMASAT

Apr 29, 2025

ضع نفسك في قفص التهام

 أنا ضعيف...أنا جبان...  أنا متخاذل... رخو... تافه...

هل سبق لك أن وقفت أمام مرآة وأمعنت النظر في مُحيّاك؟ هل جربت أن تصرخ في وجهك بشتى أنواع القذف الذي أنت أهل له؟ هل حدث أن نصبت محكمة في أعماقك.. وحاكمت نفسك أمام الضمير؟ هل اختبرت أن تذم نفسك، وتلعنها، وتهينها.. لخطيئة ما ارتكبتها في لحظة سهو؟ أو لتخاذل عن أداء واجب لم تقم به؟، أو لأنانية لم تراع فيها حقوق الآخرين؟ أذكر صديقا لي من أيا م الدراسة كان يصفع خده بعنف مدهش أمام كل تلاميذ الفصل كل ما أعاد إلينا أحد الأساتذة أوراق امتحان لم يكن تَحصَّل فيه على النقطة الأعلى. كان الفصل الدراسي يضج بالضوضاء بين ضاحك مستهزئ ساخر منه، وبين متألم مشفق متحسر عليه. كان صوت الصفعة يدوي عاليا بين جنبات الحجرة لدرجة كنت أعجز معها أن أتمالك نفسي من الضحك. 

وتمر السنوات وتشاء الأقدار أن التقي به على رصيف أحد الموانئ وأعلم منه أنه يشغل الآن منصب المدير التقني لإحدى الشركات الشهيرة في ألمانيا، متخصصة في تشييد القناطر والطرقات. يتقاضى عليه راتبا خياليا. وعندما عرج بنا الحديث عن سنوات الدراسة وعن الصفع الذي كان يَكيلُه لخدِّه بلا رحمة، أخبرني أنه لا يزال يصفع نفسه لحد الآن كلما عاين في نفسه خطأ يستحق عليه عقوبة. أو تقاعس منه عن الاضطلاع بواجب. 

لقد سما به الصفع لأعلى مراتب الشرف. وأصبح الذين تهكموا عليه في الفصل يتمنون لو كانوا أشبعوا خدودهم صفعا في الماضي. 

لكانوا بلغوا أعلى قمم المجد وحازوا أعلى درجات التكريم.. يجب علينا أن نلتزم بمحاسبة أنفسنا باستمرار، بدون انقطاع. أن نبقى في حالة دائمة من التأمل وفحص الذات وإعادة فحصها وتقييمها. هناك شعور في أعماق أنفسنا لا يمكن لنا أن نتجاهله عندما نتقاعس عن أداء واجب من واجباتنا. إنه الشعور بالندم واللوم الذاتي، كأنما نجلد أنفسنا على تقصيرنا. هذا الشعور ليس مجرد عقاب، بل هو دعوة للتأمل والتفكير في الأسباب التي دفعتنا إلى هذا التقاعس. ينبغي ألا نكف عن مراجعة كل خطوة وكل قرار، أن نتساءل دائما كيف وصلنا إلى هذا الحال. هذا التأمل الذاتي يمكن أن يكون مؤلما في بعض الأحيان، لكنه ضروري للنمو والتطور. إنه يفتح أعيننا على نقاط ضعفنا، ويحثنا على تحسين أنفسنا. ثم إن معاقبة الذات ليست نهاية المطاف، بل هي بداية جديدة. هي فرصة لإعادة تقييم أولوياتنا، والتعلم من أخطائنا. عندما نعترف بتقصيرنا ونعمل على تصحيحه، نصبح أكثر قو ة وحكمة.. نتعلم أن النجاح لا يأتي بسهولة، وأن الالتزام بالواجبات هو مفتاح تحقيق كل الأهداف. 

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

التعليقات

إبقَ على اطلاع

مقالات قد تنال إعجابك

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.