HAMASAT

HAMASAT

Apr 29, 2025

حوار مع صديقي النائم

-مرحبا. كيف حالك؟

-بخير. الحمد لله 

-هل تعلم ما الذي جاء بي اليوم؟

-جئت لتهرطق كالعادة. لتحفزني كي أعمل كما تكرر دائما. 

-لا... لم آت هذه المرة لأحفزك. كنت مخطئا. 

-ولم جئت إذا؟

-جئت لأوقظك من النوم. 

-وهل أبدو لك نائما حتى توقظني. 

-بكل تأكيد. أنت نائم. وإلا أتبث لي أنك صاح؟ 

-يا لك من مجنون. وهل تحتاج يقظتي إلى إثبات. ألا ترى أننا جالسين في المقهى، - نتحاور فيما بيننا؟

-نعم صحيح. نحن جالسين نتحاور فيما بيننا. لكن، ليس في المقهى، بل في رأسك. الآن... أنت نائم تحلم بي... وإلا أثبت لي ولنفسك أنك صاح؟

-رجاء لا تقص علي القصة مرة ثانية. لا أريد أن أناقش معك فلسفة باركلي مرة ثانية. هذا جنون 

-أين الجنون فيما قال الرجل؟

-أولم ينكر وجود العالم خارج وعينا؟ أولم يدعي أن كل ما حولنا من أشياء بما في ذلك أجسامنا، إن كل ذلك إلا موجودات تتماوج في وعينا؟ أليس كذلك؟ يا لها من فكرة مجنونة! كيف خطرت هذه الفكرة في رأس هذا الأحمق؟ أووه.. لا أستطيع أن أصدق ذلك. بل العالم موجود.. موجود.. موجود فعليا خارج وعينا.

-هيهه. إذا كان حقا موجودا خارج وعينا. فلم لم تلتقط لنفسك شيئا منه. لقد مضت الآن أكثر من خمس سنوا ت وأنت لا تزال جالسا في مكانك في نفس المقهى. 

-وماذا تريدني أن أفعل؟ لقد اجتزت أكثر من خمس مباريات. لكني لم أوفق في أي واحدة منهن. 

-أتدري لماذا لم توفق؟

-لأنك لا تزال مستغرقا في النوم لحد الآن.. أتدري. لقد عدت فقط الشهر الماضي من مدينة "سوتشو" الصينية وتركت الناس هناك مستيقظين.

-تعني عيونهم منفتحة مثلما تكون عيوننا عندما نكون أيقاظا؟

-لا بل عقولهم هي المنفتحة. فحيثما وضعتَ الرجل هناك. يأتي على الفور بغريبة من غرائب الزمان. لقد رأيت أحدهم بالقرب من النزل الذي كنت أقيم فيه، يلتقط حجرا من الأرض، أخرج من محفظته بضع أدوات وشرع يعالجه. وما هي إلا ساعة أو تكاد، حتى باع تحت أنظاري لأحد السياح تمثالا حجريا ذُهلت عند رأيته بخمس مائة دولار وانصرف لحال سبيله وهو ينحني تحية واحتراما لزوجة السائح.

-ماذا تريد مني.. أن أصبح نحاتا؟

-وعندما ذهبت لزيارة صديق يقيم بالقرب من بحيرة مائية تقع على مشارف المدينة رأيت عجبا. رأيت الصينيين يتحدثون مع البط. كانوا بضعة صيادين في قواربهم، وقد أمسك كل منهم بحزمة من الخيوط بين أصابعه، تنتهي أطرافها في أعناق البط. وفي كل دقيقة أو دقيقتين، تخرج بطة رأسها من تحت الماء وقد أمسكت بسمكة سمينة. فيسارع الصياد بسحبها إليه ملقيا بسمكة صغيرة في فم البطة الشغالة مكافاة لها.

-ماذا تريدني أن أصنع.. أن أصطاد السمك بالبط. على أي حال لا توجد بحيرات في أرضنا. لقد غيض الماء وقضي الأمر.

-وفي مدينة "سوتشو" نفسها، حدثني أحد المهندسين الصينيين يشتغل في مصنع للإلكترونيات بنفس المدينة عن التقدم المهول الذي أحرزه الصينيون في صناعة المعالجات الرقمية. قال لي أنهم على وشك الانتهاء من صناعة المعالج الكمي الذي تتسابق الدول العظمى في صناعته. 

-وما الفرق بين المعالج العادي والمعالج الكمي؟

-المعالج العادي هو الجني الصغير الذي يلبي طلباتك عندما تطرح سؤالك الغبي على الحاسوب أو تدير مكالمة هاتفية إلى أمك التي تقيم في البادية. أو والدك الذي تزوج بامرأة ثانية، وذهب وترككم. أما المعالج الكمي فلن أشرح لك شيئا عنه.. لأنك سوف لن تفهم أي شيء. 

-قم من أمامي قبحك الله من جليس سوء. كلما رأيتك حلت بي الكآبة.  

-ذلك لأنك لا تزال تغط في نومك يا صاحبي.

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

About Me
Abderrahmane Hassani

I'm a traveler, wanderer, explorer, and adventurer of life's great journey.

التعليقات

إبقَ على اطلاع

مقالات قد تنال إعجابك

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

هناك في مكان ما، في جزء ما، في نقطة ما، يكمن الخلل في داخلك. 

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

.كل شيء حولي في حالة من الفوضى والارتباك

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...كل يوم هو بالنسبة لي فرصة جديدة للحياة. فرصة غالية أقدِّرها وأجِلُّها. أعلم أنها فترة زمنية ثمينة، منحني الله إياها

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

Apr 29, 2025

...أشعر بالضيق والاختناق. أحس بنفسي كما لو أنني مطمور تحت ركام هائل من الأتربة والنفايات. كصرصور كسيح مقلوب على ظهره، في جوف بالوعة من بواليع

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.

اشترك في النشرة البريدية

تصلك مقالاتنا مباشرة إلى بريدك الإلكتروني!

© 2025 Hamasat. Créer par MonkeyDzign.