هل استقر بك العزم على تحقيق مشروع من مشاريعك الكبرى. 

أيًّا كان هذا المشروع.. دراسة، تجارة، رياضة، أي شيء ترى أنه يفيدك في مستقبلك. 

هل أنت متأكد.. طيب.. لا تستعجل. 

تأكد بداية من خزان الإرادة الذي في داخلك. افتحه، وانظر إن كان فيه ما يكفي لنقلك إلى وِجْهتك. تثبت إِن كانت إرادتك من النوع الجيد الصافي. خالية من الشوائب، ومن الزيف، ومن التردد وكل ما من شأنه أن يتوقف بك عن السير خلال الطريق.. إن وجدتها صلبة متأهبة تتميز من الشوق لأن تنطلق بك، 

فانتقل مباشرة إذا إلى الخطوة الثانية. 

فانتقل مباشرة إذا إلى الخطوة الثانية. 

اركل عجلاتك بمشط قدمك وتأكد من صلابتها. ابدأ   أولا بعجلة انضباطك الذاتي، وتحقق من قدرتك على التحكم في نفسك طوال الطريق، والتزامك بالخطط الموضوعية التي حددتها. 

انتقل بعد ذلك إلى العجلة الثانية. 

عجلة التفاؤل. ارفسها بكل قوتك وانظر إن كانت نظرتك للحياة إيجابية بما يكفي وإيمانك بقدرتك على الوصول إلى هدفك في غاية التمام. 

ثم انتقل لعجلة المرونة وافحصها.

تأمل قدرتك على التكيف مع التحديات التي قد تداهمك. لأنها الأداة التي ستساعدك على تجاوز العقبات والتقدم باستمرار نحو الهدف. 

وأخيرا بقيت عجلة واحدة. نتحقق منها ونمضي. 

عجلة الصبر. تحسسها بإمعان. برقة إحساسك، وتيقن من معاملات التحمل التي لديك إن كانت مقاومة لتسرب الحماس، والحمية، والإثارة، والتشويق، لتصل بك إلى نهاية   المشوار. احذر أن يخذلك أحدها أو بعضها فيتسرب منك، ويتوقف بك السير وسط الطريق لا تلوي على شيء. 

وقبل أن تأخذ مكانك أمام المقود لا بأس أن تلقي نظرة أخيرة على حالة المحرك الذي في حوزتك. ارفع عنه الغطاء وتحقق من المستوى المطلوب في وعاء شغفك.. أنظر إلى المستوى الذي لديك إن كان محصورا بين العلامتين. فإن كان ما لديك أقل من الحد الأدنى فأضف شغفا إلى شغفك حتى ينتهي إلى حده المطلوب. فنقص الشغف يؤدي إلى احتكاك التروس. واحتكاكها يؤدي إلى تلف النفس وتوقفها عن أداء العمل الذي وطنت العزم على القيام به

أنت الآن جاهز. 

طيب. خذ مكانك أمام عجلة القيادة واجلس في حالة استرخاء. ادخل مفتاح التشغيل في فتحة الإشعال، وأدر المحرك.. ألق نظرة على لوحة القيادة.. وانظر إن كان شيء ما ليس على ما يرام. كل شيء ممتاز.. طيب. حرر ذراع الفرملة لكي تنساب في سلاسة وأنت تسير، واضغط على دواسة الإرادة وركز نظرك صوب الطريق. ها هو مشروعك قد بدأ، وها أنت في غاية الاندفاع والحيوية. إياك أن تتعجل، فالطريق ممتد أمام عينيك لمسافات، تتخلله المنعرجات والمنحدرات والعقبات المتنوعة. ستواجه إشارات المرور التي تنبهك للتوقف والتفكير مليا قبل اتخاذ أية خطوة، والجسور التي تعبر بك فوق الأزمات والمشاكل، والأنفاق التي تمر بك عبر الظلمات والتحديات. 

في بداية الطريق، ستجد نفسك أمام إشارات تحذيرية تنبهك من المخاطر المحتملة، مثل المنحدرات الزلقة أو المنعطفات الضيقة. قد تواجه أيضا مطبات صناعية تجبرك على التخفيف من سرعتك والتفكير في كل خطوة تخطوها. 

الجسور ستكون بمثابة فرص للعبور فوق الأزمات، حيث تمنحك رؤية أوضح للطريق وتساعدك على تجاوز العقبات الكبرى. 

الأنفاق، من ناحية أخرى، تمثل الفترات الصعبة التي قد تشعر فيها بالظلام والضياع، لكن تذكر أن كل نفق له نهاية، وأن الضوء ينتظرك في الطرف الآخر. عليك أن تكون مستعدا لمواجهة هذه الفترات بصبر وبإصرار. 

لا تنس أن تراقب البوصلة التي توجهك نحو الهدف، وأن تعتمد على أنظمة الملاحة التي بين يديك، لتحديد الاتجاه الصحيح. تذكر أن الطريق مليء بالتحديات، ولكن كل عقبة هي فرصة للتعلم والنمو. استمر في التقدم بثبات، وستصل إلى هدفك بإذن الله. قد تجد على طول الطريق محطات استراحة، حيث يمكنك التوقف لتقييم تقدمك وإعادة شحن إرادتك. هذه المحطات مهمة لتجنب الإرهاق والحفاظ على همتك. كما قد تواجه تقاطعات طرق، حيث يتعين عليك اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الاتجاه الذي ستسلكه. 

في هذه اللحظات، استمع إلى حدسك واستشر خرائطك لتتأكد من أنك تسير في الاتجاه الصحيح.

لا تنس أن الطريق ليس دائما مستقيما، فقد تجد نفسك في بعض الأحيان مضطرا للالتفاف حول العقبات أو البحث عن طرق بديلة. هذه التحولات قد تبدو مزعجة في البداية، لكنها غالبا ما تكشف لنا عن مناظر جديدة وتجارب قيمة. 

وأخيرا، تذكر أن كل خطوة تخطوها تقربك من هدفك. حتى لو كانت الطريق مليئة بالتحديات، فإن المثابرة والإصرار هما مفتاح النجاح. 

استمتع بالرحلة وتعلم من كل تجربة، وستجد أن الوصول إلى الهدف ليس فقط في النهاية، بل في كل لحظة تقضيها في الطريق. 

رافقتك السلامة.