لتحضير العجة، لا بد. من كسر البيض

هناك قانون في الفيزياء، يعرف بمبدأ العطالة ينص على أن ا لأشياء في الطبيعة تبقى على ما هي عليه ما لم تحركها قوة خارجية تنقلها من مكانها. ليس هناك شيء يمنح في الطبيعة بالمجان. فمبدأ: أعط لتأخذ أو ضح لتكسب أو جِدَّ لِتَجِدَ يجِد أصوله الأولى في مبدأ العطالة الذي وضع إسحاق نيوتن أصبعه عليه في أواخر القرن السابع عشر الميلادي. فلكل تلك التعابير معنى واحد مفاده أن لا شيء يكسب إلا ببذل الجهد. أراد الإنسان ذلك أم لم يرد، فهو مجبر على حفر الأرض، وشق الجبال، واقتحام المجهول، ليواصل بقاءه حيا في هذا العالم.
فالعاقل من وعت نفسه أسرار هذا القانون وعملت وفق مبادئه. والأحمق من أغمض عينيه عن الحقيقة، ودثر نفسه في أثواب العجز. فلا شيء يأتي في هذه الحياة بدون مقابل ولا مكافأة تنال فيها بغير عمل. فيها بغير عمل.
اعمل بجد ولا تنتظر عطاء من أحد. ولا ترجوا أن يجدف القارب غيرك بدلا عنك واعلم أن اللحية لا تحمل إلا لتوارى في الثرى. وظلك الملازم دوما لك سيتخلى عنك عندما يحين وقت الظلام. فلا مناص إلا بالنهوض عن الفراش وغرز الأقدام في الأحدية. ولا خلاص إلا بالكد والاجتهاد وسكب العرق...
ماذا تنتظر؟ ما الذي يمنعك أن تنفلت من العقال وترتقي، ما الذي يحول دون ما تحب وترتجي؟ الجهل بخارطة الطريق التي توصل نحو الهدف. طيب... ما المشكلة؟ ابدأ الآن في البحث عنها.. وإياك أن تتوقف. لا تنكسر حتى يعجز الصبر عن صبرك، ويحار في مجاهدتك الخصوم. اجتهد، واسع، وكافح، إياك أن تنتكس...
ما الذي يربكك كي تبدأ بالخطوة الأولى؟ الخوف؟ الخوف من ماذا؟ من الفشل؟ من ضياع جهدك سدى؟ ألا تعلم بأن الفشل هو الفرصة الوحيدة التي تتيح لك البدء من جديد وأن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد الأمل في الوصول... ماذا أيضا؟ عدم ثقتك بنفسك؟ والإحساس بنقص فضيع في مهاراتك؟ وهل هذا مشكل تقام له الدنيا ولا تقعد.. ألم تعلم بأن الثقة بالنفس هي أول مستلزمات الأعمال العظيمة التي تنوي تحقيقها، وأنها أساس كل شيء، والقوة الحقيقية والسلاح الفتاك الذي تحطم به كل العوائق والعراقيل التي يمكن أن تواجهها في طريقك. هل فاتك أن الواثق بنفسه يلهم الآخرين روح البطولة ويقودهم دوما نحو النجاح. لا أظنك تجهل هذه البديهيات التي تعلمناها من أيام المدرسة. كفاك رقادا وانزلق عن فراشك حالا واجلس إلى مكتبك واشرع في رسم خارطة الطريق التي ستقودك نحو الهدف. خطط جيدا وتجنب الانشغال بكل ما يمنعك من التركيز على أهدافك الرئيسية.
التعليقات
إبقَ على اطلاع